$15.00
الوصف
هذا كتابٌ استثنائيٌّ فريد، إنه رغم صغر حجمه فإنه زاخرٌ بالحقائق والأفكار والرؤى والقضايا لقد تناول الكتاب قصة الإنسان منذ وجوده على هذه الأرض قبل أكثر من مليوني سنة، وكيف أنه أمضى كل ذلك الزمن السرمدي، شريدًا تائهًا عاجزًا، ثم ابتكر اللغة وبدأ بابتكار أدوات كليلة من الحجر والشجر، ومنذ زمن ليس بالبعيد ابتكر الزراعة وبدأ في الاستقرار وكانت الأقوام الرُّحَّل تجتاح المستقرين فتقتل وتسلب وتستعبد. كانت بدايات الإنسان موغلة في الضعف والكلال والعجز والشقاء؛ ولم تكن توحي بأن هذا المخلوق البائس سوف يغزو الفضاء ويحط على القمر ويجوب آفاق الكون ويتعرف على كل شيء ولكنه رغم كل ما أنتجه من أفكار مضيئة، وما حققه من علوم دقيقة، وما أبدعه من آداب وفنون وتقنيات؛ إلا أنه رغم ذلك ما زال محكومًا بسوابق التاريخ إنه لم يستطع أن يتحرر من الأنساق الثقافية التي تنساب تلقائيًّا من كل جيل سابق إلى كل جيل لاحق، وبهذه الحتمية الثقافية بقي الإنسان أسيرًا لماضيه القديم سواء من خلال ما تختزنه الجينات أو ما تتطبَّع به أدمغة الأجيال…
ورغم أن تعميم التعليم هو أضخم مشروع إنساني فكل الدول عممت التعليم إلا أن النتائج جاءت كارثية، فبقيت كل الأمم تعيد إنتاج ذاتها وبقي العلم لإنتاج القوة وبناء قدرات التمكين كما أنه ركز اهتمامه في الجوانب الاقتصادية. وحتى على مستوى الأفراد فإن الإنسان المعاصر يتعلم للوظيفة وليس حبًّا في المعرفة ولا إخلاصًا للحقيقة ولا تنمية للوعي ولا بناء للأخلاق وإنما من أجل الوظيفة والوجاهة، لقد استغرق في متطلبات البقاء فلم يتجاوز الاحتياجات البدائية؛ وبذلك بقيت الحضارة المعاصرة حضارة معاقة: فكرًا وأحلاقًا ولكن رغم هذه الإعاقة فإنها قد قدَّمت للإنسان الفرد وللمرأة وللإنسانية أجمع مكتسبات عظيمة، ويكفي أن نتذكر أنه في كل الحضارات القديمة كانت الدول القوية تفترس الدول الأقل قوة فتسلب الأموال وتستعبد الرجال والنساء. وهذا مثال واحد على التغيرات النوعية التي
طرأت على الحضارة الإنسانية إنها مكتسبات هائلة رغم أن الحضارة ما زالت معاقة لكنها قياسًا بالحضارات القديمة تمثل وثبة هائلة لصالح الإنسان …
معلومات إضافية
الأبعاد | 24 × 17 سنتيميتر |
---|